الأربعاء، 5 أغسطس 2015





     قلق قد استبد بالخلائق, و الصمت قد أهلك كياني.
     فهل لي من سبيل لخلاصي
     أم أن قدري هو فنائي
     إنما خطيئتي هي وجودي, ولسوف أقاتل إلى النهاية
     ريح الشياطين تأسرني, وتريني حريتي 
     فيا موت أنا أترقبك, وللقياك أنا أصبو
     لقد مللت أسر الحياة, وإن كانت المهجة قد فقدت
     إنما أنا الميت يمشي , قد أثقلته الأسرار القابعة في طيات كيانه



[ اليابان / طوكيو ]

بهدوء كانت تمشي غير آبهة بنظرات الناس حولها, وإن لم تجد الأمر غريبا فلطالما كانت محط الأنظار لسبب اللون التي اتخذه شعرها, أغمضت عينيها بكسل وهي لم تفهم المقصد من وجودها في هذا البلد . وإن كان محبوبا من الجميع فهي لم تكن من محبي الخروج من المنزل, غريبة هي حقا
لفت نظرها مطعم قريب فدخلت إليه, بابتسامة بريئة قد انفتح ثغرها لصاحب المطعم, وإن لم يدرك أنها فاقت الزيف احتيالا

_مرحبا أيها العم
_آه, كاوس مرحبا. وقت لم تأتي أكنت بخير
_أنا بخير فكما تعلم يستحيل أن أمرض
_ أجل بالطبع, تفضلي

تلألأت عيناها بطفولية محضة وإن كانت ل [ غريبة ] لامرأة تجاوزت [ العشرين سنة ] منذ أمد
ليس بقليل, أمسكت طبق الرامن بسرعة و أخذت تأكل منه بسرعة غير اعتيادة, ضحك صاحب المطعم الذي كان بخضم مشاهدتها
تأكل العشرين طبقا [ المعتاد ] و لا زال على أمارتها عدم الاكتفاءٍ, تبسم قائلا
_شهيتك مفتوحة كالعادة, إن واصلت الأكل هكذا فستسمنين قريبا
_هه, غريب هذا أقل ما آكله عادة
لسبب ما كاد الرجل بجانبها أن يقييء كل طعامه
_ هل أنت بخير
_أجل لا تقلقي, أنا بخير
_ هيه لا تبدو كذلك أبدا
على كل نهضت بعد أن وضعت المال و توجهت إلى شقتها, فعلا الحياة سهلة حين تكون [ كاذبا ] بارعا
وإن كانت لا تدري أن أحدهم يستهدف حياتها قريبا


[ الولايات المتحدة /نيويورك ]

على أحد الكراسي كان رجل في العقد الرابع جالسا بتوتر قد ملأ الجو كله, وهو غير متأكد من قدرة ذلك [ المتحكم ]
على إنجاز عمله, بل ليس متأكدا من ولائه أصلا

_سحقا ما كان علي إرساله, تبا
_ هل الخوف هو الذي ألجمك
_ماذا؟
بتساؤل قد أردف للحظات في حين أجاب أسود الشعر بهدوء
_ [BK-0245 ] ذلك [ المتحكم ] ليس بالهين أبدا, أن ترسل [ بشريا ] 
يهدف للانتقام كقاتله, هل أنت للجنون مصاحب
صمت لثواني كانت أشد وطئة من عذاب أزلي, ابتسم بخبث بعيد عن معالم وجهه
_ [BK-0245 ] من امتلك القدرة على التطفل على النجوم, الميت الحي هذا كان لقبه
_الميت الحي؟!
ارتعد الجالس خلف المكتب وهو يلعن اللحظة التي قرر فيها إرسال الفتى المسكين
_ هو مضاد للموت أو بمعنى آخر يستحيل قتلها, كدت أنسى لديها عادة غريبة في سلخ فروة رأس ضحاياها وهم أحياء
لسبب ما تخيل عويل ذلك المستجد وهي تسلخ رأسه بلا رحمة

يتبع

0 التعليقات:

إرسال تعليق